عرض برنامج “ويك إند القاهرة” على قناة الشرق بلومبرج تقريرًا مفصلًا حول الطفرة التي يشهدها الساحل الشمالي المصري، سواء من حيث أسعار الإيجارات أو حركة المبيعات العقارية، والتي وصفها التقرير بأنها بلغت مستويات “خيالية”، جعلت بعض الوحدات الفندقية تتفوق في أسعارها على أشهر الوجهات السياحية العالمية.
وبحسب التقرير، فإن أسعار إيجارات الشاليهات والفيلات خلال موسم صيف 2025 على شواطئ البحر المتوسط سجلت قفزات لافتة، إذ تبدأ الإيجارات اليومية من 80 دولارًا للشاليه الصغير في المناطق العادية، لتصل إلى نحو 900 دولار لليلة في المناطق الأرقى. فيما عُرضت بعض الفيلات في منتجعات شهيرة مثل مراسي وألماظة باي بأسعار خيالية، تخطت 3000 دولار لليلة، بينما عُرضت فيلا في مراسي تتألف من ثلاث غرف نوم، حمامين، ومسبح خاص، بسعر يصل إلى 20 ألف دولار لليلة الواحدة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الأرقام تتجاوز بشكل كبير المعدلات في وجهات سياحية عالمية مثل سانتوريني اليونانية، حيث نادرًا ما تتجاوز أسعار الفيلات هناك حاجز 2000 دولار لليلة.
وبحسب القناة، فإن الساحل الشمالي حين نشأ لم يُطرح كوجهة سياحية عالمية، بل كمصيف داخلي للمصريين الراغبين في الهروب من لهيب الصيف في القاهرة، وقد ظل لعقود طويلة عبارة عن قرى متفرقة متواضعة المستوى، تربطها طرق بداية، وتُزدهر فقط في شهور الصيف بمتاجر ومقاهٍ بسيطة.
إلا أن نقطة التحول المفصلية، كما جاء في التقرير، بدأت مع إطلاق مشروع “مراسي” من قبل شركة إعمار في عام 2007، وهو المشروع الذي فتح أعين المستثمرين الأجانب والمحليين على الإمكانيات الكامنة في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، بدأ الساحل يشهد تطورًا متسارعًا في البنية التحتية والخدمات العقارية والسياحية.
التقرير أوضح أن ملامح جديدة للساحل الشمالي بدأت تتشكل بوضوح مع انطلاق مشروع “العلمين الجديدة”، الذي تلاه تطوير ضخم في منظومة الطرق والمرافق، ما فتح المجال أمام الشركات العقارية الكبرى لتسابق الزمن في إقامة مشروعات سياحية وسكنية ضخمة على طول الساحل.
ومن أبرز تلك المشروعات الحالية، مشروع “رأس الحكمة” الذي يُنتظر أن يكون نقلة نوعية في تاريخ الساحل، ويحوّله إلى وجهة عالمية للسياحة والاستثمار. وقد بدأت بعض بوادر هذه الطفرة في الظهور بوضوح خلال العامين الماضيين.
ووفقًا للبيانات التي استعرضها التقرير، فقد بلغت مبيعات أبرز 10 مطورين عقاريين في منطقة الساحل الشمالي أكثر من 331 مليار جنيه خلال عام 2024.
أما مشروع SouthMED التابع لمجموعة طلعت مصطفى، والواقع على الطريق المؤدي إلى رأس الحكمة، فقد حقق مبيعات قياسية بلغت 352 مليار جنيه حتى مايو 2025، رغم أن غالبية وحداته لم تُبن بعد، ما يعكس حجم الطلب المتزايد على الاستثمار العقاري في هذه المنطقة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الساحل الشمالي لم يعد فقط مقصدًا صيفيًا للمصريين، بل بات سوقًا استثماريًا وسياحيًا واعدًا، يجذب أنظار المستثمرين العالميين، ويعيد رسم خريطة السياحة العقارية على البحر المتوسط.
