في لحظة فارقة قد تغير وجه التنقل البشري إلى الأبد، أعلنت شركة “ألف موبيليتي” (Alef Aeronautics)، المتمركزة في منطقة خليج سان فرانسيسكو، عن البدء الرسمي لإنتاج أول سيارة طائرة حقيقية في العالم مخصصة للمستهلكين.
ويأتي هذا الإعلان ليوكد التزام الشركة بالجدول الزمني المحدد مسبقًا، محولاً ما كان يعتبر ضرباً من الخيال العلمي في أفلام السينما إلى واقع ملموس يتم تصنيعه الآن داخل منشأة “سان ماتيو” بولاية كاليفورنيا.
موديل A ألترالايت: فجر جديد للمركبات الشخصية
يحمل الطراز الأول الذي دخل خطوط الإنتاج اسم “Alef Model A Ultralight”، وهو ليس مجرد طائرة صغيرة أو طائرة بدون طيار، بل هو مركبة هجينة صممت لتعمل كسيارة عادية على الطرقات العامة مع القدرة على الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL) عند الحاجة لتجاوز الازدحام المروري.
وأكد “جيم دوخوفني” الرئيس التنفيذي للشركة، أن بدء الإنتاج يمثل نصراً تقنيًّا وتاريخيًّا للصناعات الجوية والسيارات على حد سواء، حيث تعد هذه المركبة الأولى من نوعها التي تحصل على شهادات تسمح لها بالعمل في كلا البيئتين.
براعة يدوية وتكنولوجيا روبوتية في سان ماتيو
تعتمد عملية تصنيع النسخ الأولى من سيارة “ألف” على مزيج فريد بين الدقة التكنولوجية والمهارة البشرية العالية، حيث يتم تجميع المركبات يدويًّا في مصنع الشركة بسان ماتيو.
وأوضحت الشركة في بيان صحفي أن إنتاج كل نسخة مبكرة يتطلب عدة أشهر من العمل الحرفي الدقيق، حيث تتداخل العمليات الروبوتية الصناعية مع التصنيع اليدوي المعقد لضمان أعلى معايير السلامة والجودة، نظرًا للطبيعة الاستثنائية لهذا النوع من المركبات التي تجمع بين ميكانيكا السيارات وديناميكا الطيران.
التحديات والجدول الزمني لتسليم المركبات
رغم بدء الإنتاج، لا تزال هناك رحلة من الاختبارات الصارمة والاعتمادات النهائية قبل وصول هذه السيارات إلى أيدي المشترين الأوائل.
وتهدف الشركة من خلال هذه المرحلة من “التجميع اليدوي” إلى إرساء قواعد التصنيع قبل الانتقال إلى الإنتاج الكمي الواسع، حيث تضع “ألف” نصب عينيها تلبية آلاف الطلبات المسبقة التي تلقتها من مختلف دول العالم.
ويمثل هذا المشروع تحديًا كبيرًا ليس فقط في التصنيع، بل في كيفية دمج هذه المركبات في القوانين المرورية والجوية الحالية التي لم تصمم بعد لاستيعاب “سيارات طائرة” في مرائب المنازل.














