أصدرت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تقريرًا موسعًا حول تطور علاقات التعاون التنموي بين مصر واليابان.
التقرير يعكس التقدم الكبير في الشراكة بين البلدين على مدار سبعين عامًا، ويستعرض أبرز مجالات التعاون التي ساهمت في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر.
سبعون عامًا من التعاون المشترك
أشار التقرير إلى أن العلاقات المصرية اليابانية بدأت منذ عام 1954 من خلال برامج التعاون الفني. تطورت هذه العلاقات مع تقديم المنح في عام 1973، تلاها التمويلات الميسرة في عام 1974، وفي عام 1977، أُنشئ مكتب هيئة التعاون الدولي اليابانية “جايكا” في مصر ليصبح الجهة الرئيسية لإدارة المشروعات التنموية المشتركة.
تزامنًا مع الذكرى السبعين لهذه العلاقات، أكدت الوزارة أن التعاون المصري الياباني يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكات الدولية المبنية على الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لتحقيق التنمية.
تعزيز الشراكة الاستراتيجية
شهدت العلاقات طفرة نوعية بعد الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة اليابان ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة، كما زار رئيس وزراء اليابان السابق فوميو كيشيدا مصر في أبريل 2023.
وتوجت هذه الزيارات بالاتفاق على رفع مستوى العلاقات إلى “شراكة استراتيجية”، مع التركيز على مجالات التعليم، الصحة، التحول الأخضر وتطوير البنية التحتية.
محفظة التعاون التنموي
استعرض التقرير محفظة التعاون المصري الياباني التي تشمل مشروعات متعددة في قطاعات حيوية:
النقل: تنفيذ المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو القاهرة.
الآثار: مشروع المتحف المصري الكبير.
التعليم: المدارس المصرية اليابانية وبرامج تنمية رأس المال البشري.
الصحة: إنشاء العيادات الخارجية لمستشفى أبو الريش للأطفال.
البنية التحتية: تطوير مطار برج العرب وإنشاء قناطر ديروط الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن إجمالي قيمة المنح وبرامج التعاون الفني اليابانية منذ بداية العلاقات بلغت 2.4 مليار دولار، بينما وصلت التمويلات الميسرة إلى نحو 7.2 مليار دولار، تركزت هذه التمويلات في مجالات الطاقة المتجددة، النقل، الصحة، الآثار والتعليم.
التعليم وتنمية الموارد البشرية
أوضح التقرير أن “الاستثمار في البشر” يمثل أحد المحاور الرئيسية للتعاون المصري الياباني. من أبرز المشروعات في هذا المجال:
برنامج تنمية الموارد البشرية: تمويل ميسر بقيمة 89 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تدريبية وإيفاد 1505 دارسين وباحثين للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه خلال 5 سنوات.
شراكة التعليم المصرية اليابانية: إطلاق مشروع لإنشاء 100 مدرسة تطبق نظام “التوكاتسو” الياباني لتحسين جودة التعليم. افتُتحت 51 مدرسة حتى الآن، مع اختيار 30 مدرسة جديدة في مناطق مبادرة “حياة كريمة”.
الطاقة المتجددة والتحول الأخضر
أكد التقرير أن الطاقة المتجددة أحد المجالات التي تحظى باهتمام خاص من الجانب الياباني نظرًا للتقدم التكنولوجي الذي تتميز به اليابان، تدعم المشروعات اليابانية جهود مصر في التحول نحو الطاقة النظيفة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
حوار السياسات السنوي
في إطار التنسيق بين الجانبين المصري والياباني، أوضحت الوزارة أن حوار السياسات السنوي يُعقد لمناقشة مقترحات التعاون المستقبلية، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030. يُركز الحوار على المجالات ذات الأولوية مثل التعليم، التحول الأخضر، الصحة والبنية التحتية.
مشروعات بارزة في إطار الشراكة
تطرق التقرير إلى أبرز المشروعات التنموية التي تعكس نجاح التعاون بين مصر واليابان:
المتحف المصري الكبير.
مشروع المدارس المصرية اليابانية.
مشروع قناطر ديروط الجديدة.
المرحلة الأولى والثانية من الخط الرابع لمترو القاهرة.
تطوير مستشفى أبو الريش للأطفال.
تحديث وتوسعة مطار برج العرب.
دعم التعليم الفني من خلال مشروع “مصر- اليابان EJ-KOSEN” بالتعاون مع جايكا.
مستقبل التعاون المشترك
اختتم التقرير بالإشارة إلى التزام مصر واليابان بتعزيز التعاون لتحقيق مستقبل أفضل، أكدت وزارة التخطيط أن العلاقات بين البلدين تعد نموذجًا للشراكة الدولية الفعالة، التي تجمع بين التمويل التنموي وبناء القدرات البشرية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر.