قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة في 2024، بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل نطاق الفائدة إلى ما بين 4.25 و4.5%، القرار الذي جاء مفاجئًا للبعض، لكنّ الخبراء الاقتصاديين أكدوا أن الخطوة كانت متوقعة بناءً على عدد من المعطيات الاقتصادية.
لماذا خفض الفيدرالي الأمريكي الفائدة؟
في إطار تحليل قرار الفيدرالي الأمريكي، أشار الخبراء إلى أن هناك عدة أسباب رئيسية دفعت إلى هذا التخفيض، أولاً، يبدو أن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال يتجاوز المستويات المستهدفة من قبل الفيدرالي، مما استدعى اتخاذ خطوات للتحوط من تداعيات السياسات المستقبلية، وخاصة في حال تولى دونالد ترامب الرئاسة مرة أخرى.
وتشير التوقعات إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يسعى للتحوط من تأثير السياسات الاقتصادية المحتملة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ففي حال فوزه في الانتخابات المقبلة، قد يعود ترامب إلى سياسات اقتصادية قد تؤدي إلى زيادة التضخم، مثل زيادة الرسوم الجمركية أو تعديل السياسة الضريبية، ما يستدعي من الفيدرالي تعديل استراتيجيته النقدية لضمان استقرار الأسعار.
الأسواق العالمية
توقع عدد من الخبراء أن يكون لهذا القرار تأثير مباشر على البنوك المركزية في دول أخرى، مثل دول مجلس التعاون الخليجي، التي من المتوقع أن تتبع نهج الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة بنحو ربع نقطة مئوية، كما أشاروا إلى أن هذا التوجه قد يدفع البنوك الأوروبية إلى خفض الفائدة بشكل طفيف في الأشهر المقبلة.
الذهب مستفيد رئيسي
في الوقت نفسه، توقع الخبراء ارتفاع أسعار الذهب العالمية كملاذ آمن في ظل خفض الفائدة، مشيرين إلى أن الذهب قد يتجاوز 3 آلاف دولار للأوقية في العام المقبل، هذا التحرك قد يكون بمثابة استجابة طبيعية للظروف الاقتصادية غير المستقرة وتراجع قيمة العملة الأمريكية.
تعد هذه المرة الثالثة التي يقرر فيها الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة هذا العام، البداية كانت في سبتمبر 2024، حيث تم خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، ليصل النطاق إلى ما بين 4.75% و5%، تلاها تخفيض آخر في نوفمبر بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل النطاق بين 4.50% و4.75%. ومع الاجتماع الأخير في ديسمبر، جاء التخفيض بمقدار 25 نقطة أخرى ليصل إلى 4.25% – 4.5%.